Tuesday, November 4, 2008

من المبادئ البهائية: ازالة الهوة السحيقة بين الفقر المدقع والغنى الفاحش -الجزء1

ذكرت لنا صديقتنا الصينية انها كانت تعمل منذ سن الخامسة فى تصنيع ملابس العرائس اللعبة ،ورغم ان تلك العرائس عادة تلعب بها الصغيرات الا انها كانت محرمة عليها، والادهى انه كان يجب عليها ان تعمل طوال النهار واحيانا بعضاً من الليل لكى تحصل اسرتها على قوت يومهم!؟ على حين ان الفتيات فى الحي المجاور لسكنها كن يلعبن بنفس العرائس ويتقاذفنها واحيانا يقطعونها باستهتار ويرمينها غير مدركات ان وراء تلك العرائس ارواح ونفوس صغيرة تكد وتكدح لكى تسد رمقها بالفتات!!؟
انتابتنى غصة وحسرة من وجود هذا التفاوت الشاسع بين افراد الحى الواحد ، وتذكرت ايام طفولتى فى السودان حيث كانت المجاعة تجوب البلاد، تحصد الآف الارواح، وكيف كان الطعام شحيحاً فى الاسواق. فى تلك الايام العصيبة ومن خلال براءة هذه السن الصغيرة ادركت وجود آخرين "جياع"، وفهمت معنى فضيلة التعاون، والعطف، والخدمة،والايثار، والى اليوم برغم مرور اكثر من عشرين عاما لا ازال اتذكر صور اشباه الاطفال وهم يفحتون فى الارض بحثنا عن اى شئ يؤكل حتى ولو كان نملاً!؟
اما فى الجانب الآخر من الكرة الارضية فتتواجد المحلات والمطاعم مكدسة بما لذ وطاب ، ويتم القاء الطعام الفائض يومياً فى القمامة دون ادنى احساس بانين الجياع فى العالم!؟؟

وبسبب وجود هذا التفاوت الشاسع بين الافراد فى العالم ، جاءت تعاليم الديانة البهائية لتضع حلولا ناجعة لتلك المشكلة المستعصية التى جردت البشرية من فضائلها الانسانية.

(يا ابناء التراب : خبروا الاغنياء بانين الفقراء فى الاسحار لئلا يهلكوا من غفلتهم ويُحرموا من سدرة الاقبال)

(يا اغنياء الارض: الفقراء امانتى بينكم، اذا فاحفظوا أمانتي كما ينبغي ولا تنصرفوا تماما الى راحة انفسكم)
حضرة بهاء الله – الكلمات المكنونة
يتبع

No comments: