( قصة شعرية من وحي المبادئ البهائية )
شخصان كل منهما انسان
ولكن شتان بين الاثنان
الاول يمتلئ قلبه بحب الرحمن
ويتمتع بالثروة والمال منحة من المنّان
الثاني فقيٌر غلبان
لايملك من الدنيا الا حمارٌ اتان
وفؤاد نابض بالبهتان
ذات يوم اتفقا على السفر فى رحاب الحنّان
بحثاً عن الايمان
ترك الاول مايذهب بالعقل حد الجِنان
طمعاً فى رضا الرحمن
والوصول الى شاطئ الايقان
:اما الثانى فقال
!اصبر كي آتي بالاتان
!فهي انيستي مهما كان
:جن جنون الاول فقال
ايعقل ان اترك انا الثروة والمال
!وتأتى انت بالاتان
حسبي الله فانت كالحيوان
تكالبت على الدنيا الى حد الهذيان
ونسيت حلاوة الايمان
مَن يرد الرحمن
فليترك الدنيا ويُفرغ الجَنان
وينقطع عن العالمين
ليطير فى هواء العرفان
بجناحي الانقطاع وعشق السبحان
**********
ان الزهد أو الانقطاع عما دون الله ليس معناه عدم السعي واكتساب الرزق ، او عدم امتلاك الاشياء المادية كالمال و...الخ . بل معناه الا يتعلق القلب والروح والنفس بهذه الشؤون المادية لتكون هى الشاغل الاساسي والهدف الاوحد لحياة الانسان. لذلك قد يكون الانسان زاهدا وهو يملك ثروات لا تحصى ، وقد يكون غريقا فى بحر المادية حتى ولو لم يملك مليما واحدا.
ان الزهد أو الانقطاع هو تسخير جميع الاشياء الدنيوية المادية الزائلة لتكون وسائل وطرق لخدمة الله وترقى روح الانسان واكتسابه للفضائل والكمالات الالهية الباقية كالامانة والخدمة والمحبة و...الخ
ان تربية ابنائنا على هذه المفاهيم، تجعلهم يدركون ويميزون بين ماهو دائم وماهو زائل فى حياتهم، اى اننا بذلك نمنحهم المقياس الذي يقيسون به ويرتبون به اولوياتهم فى الحياة وبالتالى يستطيعوا ان ينتقوا دائما وبكل سهولة الطريق المطابق للتعاليم الالهية عندما يواجههم الاختيار اثناء رحلتهم فى الحياة