Wednesday, June 25, 2008

غاية الدين البهائي: التوحيد

(تركز الديانة البهائية على مبدأ: التوحيد (الوحدة
:حيث تتجلى فى الايمان بــ
وحدانية الله
وحدة الرسل
وحدة الجنس البشري
:وحدانية الله
ان مبدأ الوحدانية هو اهم وأعظم مبدأ جائت به الرسل على مر الزمن، فهو المحور التى تدور حوله جميع الاديان، وهو اصل العقيدة فى جميع الشرائع السماوية فالدين والتوحيد مترادفان، فكل دين الهي مبني اساساً على مبدأ الوحدانية المحضة لله عز وجل
ولكن ما هو التوحيد؟
التوحيد أو وحدانية الله هو اليقين العقلي والقلبي بأن الله هو الخالق لهذا الكون، وهو الاحد الواحد، وهو ذات الغيب المنيع لا سبيل لمعرفة كينونته وذاته العليا. فنحن خلق الله لا نستطيع ادراك كنه خالقنا مهما بلغ تصورنا
:مثال
لا تستطيع اللوحة ان تعرف طبيعة او كنه الرسام الذى قام برسمها
لا تستطيع السيارة ان تدرك جوهر او حقيقة المهندس الذى صممها
كذلك نحن البشر( وايضا الرسل) لا يمكن باى حال من الاحوال ان ندرك اى تصور لله، ذات الغيب المنيع

إن جميع الأنبياء والاوصياء والعلماء والعرفاء والحكماء قد أقروا بعدم بلوغ معرفة ذلك الجوهر الذى هو جوهر الجواهر، وأذعنوا بالعجز عن العرفان والوصول الى تلك الحقيقة التى هى حقيقة الحقائق

ان غيب الهوية وذات الاحدية كان مقدساً عن البروز والظهور، والصعود والنزول والدخول والخروج ومتعالياً عن وصف كل واصف وادراك كل مدرك... لأن جميع من فى السموات والأرض قد وُجدوا بكلمة أمره وبُعثوا من العدم البحت والفناء الصرف الى عرصة الشهود والحياة بارادته
حضرة بهاء الله – كتاب الايقان

وما أنا إلا عبد آمنت بالله وآياته ورسله وملائكته ويشهد حينئذ لساني وقلبي وظاهري وباطني بأنه هو الله لا إله إلا هو الخالق الباعث المحيي المميت
حضرة بهاء الله
ولكن كيف نؤمن بخالق لا سبيل لنا اليه ولا امل فى معرفة حقيقته وكنه ذاته؟
لقد اودع الله سبحانه وتعالى فى قلب كل منا قابلية وقدرة على الاستشعار الغريزى والادراك العقلى المنطقى لوحدانية الخالق، وذلك من خلال الآثار والدلالات المودعة فى الانسان نفسه وفى جميع الكائنات وفى الكون كله
" فقد أودع الله فى كل شئ آيات عظمته واقتداره "
حضرة بهاء الله
وايضا نؤمن بالله ونعرفه عن طريق: رسل الله
فمن رحمة الله تعالى انه لا يترك خلقهِ دون هداية ابداً لذلك اقتضت حكمته الالهية ارسال الرسل تباعاً الى مالا نهاية لهداية البشر الى معرفته والايمان به، وارشادهم الى نهجه القويم
وحدة الرسل
ان الرسل هم تلك النفوس الخيرة المميزة التى اصطفاها الله لكي ينطقون باسمه، ويحكون عنه، ويتكلمون بإذنه، ويتصرفون وفق مشيئته وإرادته. ويصفونه لنا بأجل وأسمى مايمكن للادراك البشري ان يعي أو يتصور فى عالم الوجود من الاسماء والصفات الحسنى والصفات العليا، وهم فى نفس الوقت يقدمون لنا المثل الأعلى فى التحلي بهذه الصفات من جلال وجمال وقوة وقدرة ورحمة وحكمة وعدل ومحبة وصدق وتضحية و..الخ، لذلك يصح تسميتهم بمظاهر أمر الله لانهم يعكسون صفات ونور الله بكل جماله وكماله وعظمته ويقومون مقام الله فى هذا العالم
:مثال
تعتبر الشمس هى مصدر الحياة على الارض فبدونها ستهلك جميع الكائنات، فهي تمدهم بالطاقة والحرارة والضوء الازم للنمو. وبالرغم من اهمية الشمس للكائنات الا انها لا تنزل الى الارض كما انهم لايستطيعون الاقتراب منها باى حال ولا يمكنهم بلوغها ابداً فالهلاك سيكون مصيرهم حتماً فى الحالتين . كذلك الله تعالى بدونه ليس لنا حياة بل فناء تام، ولا نستطيع ادراك كنه ابدا كما انه لا يتجسد لنا ولا يعيش بيننا ابداً
ولكن اذا اخذنا مرآة مصقولة لامعة ووجهناها نحو الشمس ستعكس صورة الشمس بكل بهائها وضيائها وحرارتها حتى ليخيل للرائي انها الشمس الحقيقية الا انها فى الحقيقة مجرد مرآة كاملة الصقل
كذلك الرسل هم المرايا الصافية الكاملة الوحيدة التى لديها القدرة على عكس صفات وخواص الله ، ولكن يظلون مجرد رسل لله او مظاهر امر الله ولا يمكن باى حال من الاحوال ان يرتقوا الى نفس مرتبه الله ذات الغيب المنيع
وعلى ذلك قد تختلف اشكال المرايا، ومقدار ما تعكسه من آشعة الشمس ولكن تظل حقيقتها واحدة انها: مرايا
وبالمثل جميع رسل الله أو مظاهر امر الله حقيقتهم واحدة وجلالهم واحد ولكن يختلفون فى: اسمائهم واشكالهم، وطبيعة رسالتهم وطريقة نشرها وتشريعاتها ومقدار ما يقدمونه من عرفانيات عن ذات الغيب المنيع، كلٍ على حسب مقتضيات الزمان والمكان وتطور ادراك الانسان
وبتوجهنا الى مظاهر امر الله وبايماننا بهم فى كل مرة يرسلهم الله الينا وحبنا وطاعتنا لهم ، انما نتوجه الى الله ونؤمن به ونحبه ونطيعه من خلال هذه الكينونات المقدسة النورانية التى تسري فيهم روح واحدة وحقيقة واحدة مستمدة من الله الواحد الاحد

فنحن نوحد الله الواحد الاحد من خلال حَملة رسالته الينا (الرسل او مظاهر امر الله)، ونُحملهم بدورنا رسالة حبنا وولائنا واخلاصنا لله عز وجل، ومن هنا تبرز اهمية الايمان برسول الوقت (اى الرسول الذى يرسله الله كل فترة زمنية مناسبا لتطور العصر) باعتباره مظهر وحدانية الله الذي به تظهر سلطنة الله واقتداره، وعظمته وكبرياؤه.ففي الايمان به والالتفاف حوله والامتثال لتعاليمه وأحكامه توحيد لله الأحد، وتوحيد للجنس البشري فى التوجه الى وجهة واحدة، والنظر الى منظر واحد وعبادة معبود واحد هو الله لا اله الا هو
وذلك هو كمال التوحيد: وحدانية الله ، وحدة الرسل ، وحدة الجنس البشري

وعلى ذلك فان حضرة بهاء الله هو المظهر الالهي الذى ارسله الله برسالة الهية جديدة تتوافق مع جوهر الرسالات السابقة وفى نفس الوقت تتناسب مع تطور العصر الحالي
إن هذا اليوم هو يوم الفضل الأعظم و الفيض الأكبر، على جميع أهل العالم أن يُصلحوا فيما بينهم من اختلافات، وفي غاية الوحدة والسلام وبكمال الإتحاد والاتفاق أن يسكنوا ويستريحوا في ظلّ سدرة العناية الإلهية
حضرة بهاء الله

2 comments:

Anonymous said...

الغيب المنيع لايدرك وجل عن ان يدرك

الذات الالهية تزل فى علو التقديس والتنزيه ولا تحيط بها الافهام ولا تدركها العقول فالسبيل الى ذلك المقام ممتنع ومحال. قال سبحانه وتعالى
:-
" لاتدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير"
الانعام 103

Baha'i Family - اسرة بهائية said...

الجواهر
اهلا بك دائما
بالفعل الذات الالهية لا يمكن ان يدركها بشر
شكرا لأضافتك المتميزة